محمود ناصر Admin
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 12/05/2012 العمر : 30
| موضوع: المسلسلات الأجنبية المدبلجة و دورها في تشتيت شمل و هوية الأسر المغربية ... ؟ الجمعة يونيو 08, 2012 10:24 pm | |
| ]على خلفية الجدل و الضجة التي خلفها دفتر التحملات الذي تقدم به السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة , و الذي وجد له معارضين يرفضونه بشدة جملة و تفصيلا لغاية في أنفسهم أو أنفس من يدعمونهم , كان حليا بي كمتتبع مغربي غيور على المشهد الاعلامي المغربي أن أتطرق لموضوع غاية في الأهمية , بل و في قمة الخطورة مادام الباب مفتوحا لطرح كل المشاكل و المعوقات التي ساهمت و لازالت تساهم في تراجع المشهد الإعلامي المغربي عموما , و خطورة هذا الموضوع تكمن في أن آثاره الخفية بدأت تتجدر و تترسخ حتى عادت جزءا لا يتجزأ من هويتنا المغربية , إنها الأفلام و المسلسلات الأجنبية المدبلجة , و التي خصص لها القيمون على قنواتنا (المحترمة )حيزا واسعا ضمن سلسلة البرامج التلفزية اليومية , و بشكل مسترسل و كأنها حقن مجبرين على أن نأخذها بشكل دوري ( فيلم ثم مسلسل على رأس كل ساعة... ) .
و بالنظر إلى طبيعة المواضيع و التيمات التي تتناولها هذه المسلسلات المعروضة , نجد أنها لم تقدم لنا أية إفادة معينة , غير أنها بدأت تأتت لمجتمع مغربي بلا هوية , بنشر ثقافات و عادات دخيلة ( ما بينا و بينها غير الخير و الإحسان ) , تضرب في العمق كل المبادئ و الأخلاق التي تلقيناها على يد آبائنا و أساتذتنا في مرحلة الطفولة , لكن حال اليوم لا يبعث على الطمأنينة أبدا , بعدما أصبح (ديابلو و نور و مهند وهيفاء و نانسي..) هم قدوة شبابنا , حتى صار شيئا جد عاديا أن نرى ثقافة العري و الانحلال الأخلاقي و التعاطي للكحول و المخدرات ... و نأتي بعد ذلك لنتكلم عن محاربة التحرش الجنسي, و عن حقوق المرأة و الانفتاح و التحضر ...كلها مفاهيم و مصطلحات فارغة من المحتوى , الهدف من وراءها بعث الفتنة و تمويه الألباب , خدمة لأجندات لها هدف محدد ,هو مسح هويتنا الإسلامية العربية المغربية , بل إن الأخطر من كل هذا و ذاك هو بعض الأمور التي لها علاقة بهويتنا الإيديولوجية التي لا يمكن لنا كمسلمين أن نتنازل عنها مهما يكن الأمر , كعرض بعض المشاهد المنافية لديننا الإسلامي الحنيف ( التحية الثلاثية المسيحية / التوجه بالدعاء للأصنام / الكنيسة ... ) , فتخيل معي عزيزي القارئ أن طفلا صغيرا لا يجيد التمييز بين صحيح و خطأ , كيف سيتسنى لنا أن نقنعه بعدما تعود على مثل هذه المشاهد أن هذا حرام و ذاك حلال ...
لكن الغريب في المسألة أن القائمين على تسيير شؤون قنواتنا المغربية و الذين ارتفع لغطهم هذه الأيام , لم يفكروا من قبل و لو لمرة واحدة في إشراك المشاهد المغربي في اتخاذ القرارات باعتباره شريك و زبون يؤدي ثمن الفرجة شهريا رغم إسقاط ضريبة التلفزة عن فاتورة الماء و الكهرباء مؤخرا , بل إنهم استنفروا جميع قواهم من اجل إنزال برامج فاشلة و غير مقبولة من لدن المشاهد المغربي . و في مقابل ذلك فإننا نسجل حيفا و إجحافا كبيرين في حق الفنان المغربي الذي لا يحظى بفرصة الظهور على شاشة المغاربة إلا في رمضان , على الرغم من أن منتوجات فنية مغربية بسيطة استطاعت استقطاب اكبر عدد من المتتبعين , و هنا استحضر على سبيل الذكر لا الحصر مسلسل ( حديدان ) , الذي استأثر باهتمام كل المغاربة على رأسهم ولي العهد مولاي الحسن , ما يعني أن المغاربة متعطشين لكل ما هو مغربي أصيل , الى جانب ذلك فان من بين هذه المسلسلات الأجنبية من شتت أسرا و شرد أطفالا , نتيجة وقوع العديد منهم في شراك التشبيه و التنميط , بعدما أصبح الزوج يريد من زوجته أن تكون على هيئة( نور ) و هي تريده أن يكون لها ( مهند ) , بل إن الطرفين لم يعودا في حاجة إلا إلى نمط معين لا يقبل غيره , على غرار ما يشاهدونه عبر شاشات التلفزة.
و ما نتمناه أن تكون الفرصة مواتية لتصحيح عديد من الأشياء التي شكلت باستمرار نقطة استياء جل المشاهدين المغاربة , بوضع برامج و أفلام و مسلسلات تراعي هويتنا و ثقافتنا المغربية العربية و الإسلامية , برامج من شأنها بعث القيم الأخلاقية و الثقافية و العلمية حتى لا نكون سببا في تضليل مزيدا من شبابنا الذي أصبح تائها بين موجات متلاطمة من الثقافات و العادات الدخيلة , كل يوم هو في حال , ما هو إلى اليمين و لا هو إلى الشمال , و بطبيعة الحال إذا ظهر السبب بطل العجب , و السبب هنا واضح و لا يحتاج الى عناء تفسير و الشرح , فإلى هؤلاء المسؤولين الذين خربوا عقول شباب , و شتتوا شمل أسر أقول لكم : اتقوا الله في ما تقدمون لنا من مواد و برامج و مسلسلات...
| |
|